شادي صلاح الدين (لندن)

تتواصل فضائح نظام الحمدين الإرهابي القطري في منطقة القرن الإفريقي، حيث يبدو أن الأمور لا تقتصر على التواطؤ على شن هجمات إرهابية في المنطقة، وهو ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تقرير مزلزل لها، ولكن الأمر وصل إلى حد تهريب اليورانيوم من الصومال إلى إيران - التي أصبحت حليفاً وصديقاً استراتيجياً لا غنى عنه بالنسبة لتنظيم الحمدين.
وذكر موقع «صوماليا توداي» الصومالي أن وفداً قطرياً رفيع المستوى من وزارة الدفاع، بينهم ضابط برتبة كبيرة وصل إلى مدينة «طومرسيب» التي تقع وسط الصومال وتبعد عن العاصمة نحو 650 كيلومتراً، وهي المقر الرسمي لحكومة «جلمدج» المحلية التي تشهد تفجيرات إرهابية متكررة تتبناها حركة الشباب الإرهابية المتطرفة.
ورغم أن الزيارة لم تأخذ صدى في وسائل الإعلام كثيراً، لكنها بحسب المصادر تحمل أبعاداً وأهدافاً للدوحة غير متوقعة.
ويؤكد مصدر مطلع للموقع الصومالي أنه كان في استقبال الوفد القطري بمطار مدينة «طوسمريب» وزير الدولة لوزارة الدفاع الصومالية «محمد علي حجا»، وأعضاء بارزون من مسؤولي الوزارة، مؤكدا أن مصادر داخل أروقة الحكومة تشير إلى أن الدوحة بصدد دعم الحكومة الفيدرالية بهدف تدريب ميليشيات ما يعرف بـ«أهل السنة والجماعة»، وهي جماعة صوفية لها علاقاتها الوطيدة مع إيران، وتم دمجها في القوات الصومالية المسلحة، مؤخراً، مشددة على أن الوفد القطري وصل إلى مطار مدينة طوسمريب حاضرة محافظة جلجدود على متن طائرة تابعة «للقوات الجوية القطرية»!!
وأشار المصدر إلى أن هذه الجماعة الصوفية هي من ترتب استقبال «الوفود الإيرانية والقطرية»، مضيفة أن هنالك شخصا يدعى «المعلم محمود» وهو نائب رئيس هذه الجماعة، هو من يشرف شخصيا على تهريب كميات اليورانيوم من المناطق التي تسيطر وتنشط فيها حركة «الشباب» الإرهابية، في عملية مشابهة لسرقة وبيع النفط في السوق السوداء بوساطة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
ويضيف المصدر نقلاً عن شهود ميدانية، أنه بسبب عدم وجود أجهزة لكشف المعادن، تعمل الميليشيات المتمردة على تعبئة اليورانيوم الموجود بكثرة داخل أكياس، ثم يتم تهريبها بطرق ملتوية للعاصمة مقديشو براً وبحراً، ثم تهرب إلى إيران. ولفت المصدر إلى أن حركة الشباب تهدف للسيطرة على المناطق التي يتواجد فيها اليورانيوم بكثرة في الوسط والشمال الغربي، مبيناً أن قصص التهريب معروفة داخل الصومال، إلا أن الطرق تختلف بسبب أن التصوير ممنوع في المناجم والمناطق التي يوجد فيها اليورانيوم.
وأضاف: تتم أعمال التهريب بطريقة شيطانية حيث ترتب جماعة صوفية استقبال الوفود القطرية والإيرانية، وتتعمد الميليشيا السيطرة على المناطق الغنية باليورانيوم عبر التفجيرات، وتقوم طائرات قطرية مدنية وعسكرية بتكرار رحلاتها في مدن صومالية تسيطر عليها حركة الشباب من دون تفتيش، ثم تعبئ المواد عبر أكياس بلاستيكية لإبعاد أي شبهة، ويتم تهريبها إلى العاصمة مقديشو برا وبحرا ثم تشحن إلى إيران سواء عبر طائرات مدنية قطرية أو حتى طائرات عسكرية تحط في الدوحة ثم تنقل على متن طائرات مدنية إلى إيران.
وأبدى المصدر استغرابه الشديد لفتح الرحلات المتعددة المباشرة بين مقديشو والدوحة، بحكم عدم وجود جالية صومالية كبيرة تعيش في قطر، والعكس كذلك. لكنه أشار في الآن ذاته إلى أن الفساد المنتشر في البلاد بكثرة، ساعد الخطوط القطرية على النزول والإقلاع من مطارات البلاد من دون تفتيش، ولا أحد يعلم ماذا تحمل هذه الرحلات على متنها، مذكراً بالتفجير الإرهابي الذي وقع في المدينة فور وصول الوفد القطري رفيع المستوى. كما تطرق إلى المعلومات المنتشرة بين المواطنين حول تهريب الحيوانات والكائنات الفطرية من الصومال بوساطة قطر، إلى جانب عمليات غسيل الأموال المنتشرة بسبب ضعف الرقابة المالية.